ما أكثر الأهداف التي نضعها لذواتنا ونسعى جاهدين لتحقيقها ثم ما نلبث ان نتقاعس عن إكمالها ونحن في بداية الطريق، أهدافا نعرف جيدا اننا لو حققناها فإننا سنلوذ بحياة أكثر نجاحا ورضا، ومع ذلك تمر الايام والشهور وربما السنين ونحن ندور في دائرة مفرغة ، فلا نحن حققنا تلك الاهداف ولا نحن توقفنا عن توقنا لتحقيقها في خيالنا.
فلماذا لا نحقق الأهداف؟ ولماذا نتخاذل كلما بدأنا بها؟
هناك عدة عوامل ربما تكون سببا في عدم التركيز على أهدافك وتحقيقها ومنها :
- لا تملك هدف محدد: وهذه من اكثر الاخطاء التي يرتكبها الاشخاص حين يضعون الاهداف، ولا نعني بذلك تعددية الاهداف وانما وضوحها . كأن يقول أحدهم اريد أن اعزف الموسيقى ولا يحدد بذلك ما هي الالة التي يرغب في العزف عليها؟ أو متى سيبدأ في التدريب على العزف ومتى سوف ينتهي ؟ وكم من الوقت والجهد والمال سوف يلزمه والى ما ذلك. كلما كان لديك هدف محدد ورؤيا واضحة لهذا الهدف كلما زادت احتمالية تحقيقه . ضع لنفسك هدفا محددا من ناحية الجهد ووقت البدء والتكلفة وستملك بذلك هدفا مخططا ومحددا.
- الهدف ليس وفقا لاهتماماتك: وهو الفخ الثاني الذي يقع فيه العديد من الناس ويرجع ذلك لاسباب عدة أهمها ان الاشخاص لا يعرفون ذواتهم جيدا ولا يعرفون ما يحبون وما هي اهتماماتهم ويعتقدون أن الاخرين بنصائحهم الخارجية يعرفون عنهم أكثر من أنفسهم، فيفعلون اشياء وفقا لما يعتقده الاخرين انه مناسب لهم وينسون أو يجهلون ما هي اهتماماتهم الحقيقية. وتأتي معرفة الاهتمامات الحقيقية من خلال التجارب ، فالشغف ان لم يكن ينسيك طعامك ووقتك فربما لم يكن شغفك الحقيقي ولن يأتي الشغف ليعرفك عن نفسك، بل يجب أن تسعى أنت للبحث عنه. جرب نشاطات جديدة حتى وان فشلت، ستجد بالنهاية ما يثير اهتمامك وفضولك ويصبح هدفا ترغب أن تحققه بشتى السبل.
- تضع العديد من الاهداف: كما سبق وذكرنا ان لا مشكلة بتعددية الاهداف، لكن لا يصح أن تضع قائمة بعشرين هدفا مثلا يتطلب كل منهم جهدا ووقتا كبيرين ويكون الامر بذلك فوق طاقتك وقدرتك. ضع اهدافا عددها معقول وضمن قدرتك ويفضل ان تقسم هذه الاهداف الى اهداف صغيرة تستمر على المثابرة عليها دون أن تشعر بها، ولكن في نهاية المطاف ومع تراكم انجاز هذه الاهداف الصغيرة ستذهل أنك حققت الهدف الاكبر ودون المجهود الذي كنت تعتقد انك سوف تبذله. وسوف تكون قد استمتعت بتلك الخطوات الصغيرة التي اوصلتك الى هدفك المنشود.
- الملهيات: نحن في زمن الملهيات، كل ما حولنا يلهينا، مواقع التواصل الاجتماعي والساعات الطويلة التي نقضيها عليها، كثرة المواقع التي تدفعك للاشتراك فيها لمشاهدة اخر الافلام واجدد مواسم المسلسلات، حفلات العائلة الكثيرة، جمعات الاصدقاء التي لا تنتهي، المحادثات الجانبية مع الاهل او عبر الهاتف. كل ذلك ملهيات ومشتتات تقضم من وقتك قضما لا تشعر به الا مع نهاية اليوم وتشعر انك مرهق ارهاقا لا يحتمل وانك كنت مشغولا جدا، لكن في النهاية تعود مع خفي حنين وتكتشف انك لم تنجز شيئا في سبيل تحقيق هدفك، ثم تبدأ بالشكوى أنك لا تملك الوقت. لو فكرت مليا في هذه الملهيات وقصصت من يومك تلك الساعات المهدورة واستثمرتها في تحقيق اهدافك، فانك ستصل نهاية العام راض عن نجاحك وتحقيقك لاهدافك وستعلم ان كل هذه الامور ما زالت في انتظارك. فقط عليك ان تكون حكيما في تنظيم يومك واوقات متعتك وأوقاتك الخاصة للعمل على اهدافك.
تمضي الايام عبرنا بسرعة مخيفة، فاستثمر في ايامك اليوم حتى لا تندم غدا على تحقيقك كل شيء ما عدا اهدافك واحلامك التي لطالما حلمت بها. بالتوفيق للجميع.