الكثير من الاشخاص لا يملكون المهارات والتقنيات الاساسية لادارة وقتهم، وتجدهم في اكثر الاوقات يشتكون بأنهم لا يمتلكون وقت اضافي لتطوير ذواتهم أو البدء بعملهم الخاص أو القيام بالمزيد من النشاطات.
في الحقيقة انهم يملكون من الوقت أكثر مما يعتقدون الا انهم فقط لا يستطيعون ادارته.
دعنا نقل أنك تعمل عمل روتيني من الساعة التاسعة وحتى الخامسة، حسنا هذه ثمانية ساعات من يومك ، وان اضفنا ساعات الذهاب والاياب بمعدل ساعة لكل منهما فسيصبح المجموع عشرة ساعات. ولنضيف الان ساعات جلوسك مع عائلتك ولنقل انك تجلس مع عائلتك حوالي الساعتين، ولن ننسى حصتك من النوم ولنأخذ معدل الساعات الطبيعية للانسان البالغ وهي سبع ساعات، فسيكون المجموع الكلي لكل هذه الامور الروتينية تسع عشرة ساعة. اذن سيتبقى لك خمس ساعات كاملة لك وحدك تستطيع القيام فيهم بما تشاء.
لكن قبل هذا دعنا نفكر في تلك الساعات الخمس، أين تضيعها عادة؟
انها تضيع عادة في مشاهدة التلفاز تصفح الانترنت والخروج مع الاصدقاء والاستراحة من تعب عمل ساعات العمل المكتبي.
والان جاء دور التقنيات التي وعدناك بتعليمك اياها لتستطيع ادارة وقتك بالشكل المطلوب.
ما هي افضل التقنيات لتنظيم الوقت؟
- احذر التسويف: اعلم جيدا ان الراحة بعد جهد يوم طويل لها ملذة لا يضاهيها شيء، لكن احذر من ان تجعل هذه الراحة هي اساس لحياة قادمة لا جديد ولا تطوير فيها، احذر من شبح التسويف الذي يوهمك انك تملك الكثير من الوقت غدا. صدقني سيأتي الغد وستنتابك نفس المشاعر وتضيع الساعات والايام وانت على حالك وغيرك يتقدم رغم تعبه وارهاقه. حدد اولوياتك وابدا بالقليل المهم لا تؤجل عمل اليوم الى الغد.
- حافظ على تحفيز نفسك باستمرار: كثيرا ما نشعر بالملل والاحباط خاصة في تلك الساعات المتبقية من اليوم، لذلك انت بحاجة الى تحفيز نفسك باستمرار من خلال المقولات وبعض الاغاني التحفيزية وغيرها من الامور التي تشعل نار الحماس في نفسك، والاهم من كل ذلك وذاك انك اذا عملت شيئا وكنت شغوفا فيه فلن تنطفئ نار حماسك كلما تذكرت اللحظة التي سوف تصل فيها الى ما تريد.
- اصبر على النتائج: من اكثر الاخطاء التي يقع فيها الاشخاص انهم يعتقدون ان خمس عشرة دقيقة من الوقت لن تفعل شيئا، ويفضلون الشكوى والنحيب على البدء، هم لا يعلمون ان ابطالهم الخارقين في الملاعب وعبر التلفاز لم يصلوا الى ما وصلوا اليه بالحظ أو في رمشة عين، ان وراء ذلك شهور وسنين من المثابرة على العمل ولو كان قليلا، ان وراء هذا النجاح صبر وكفاح، وكما يقول بيت الشعر : لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا، فقط استمر وسيأتي النجاح لا محالة.
- اقلق على ايامك وليس على سنينك: الكثير من الناس يقلقون على سنواتهم التي تمر ولا يكادون يلحظون الساعات المهدرة يوميا. يجب عليك ان تبدأ جديا بمراقبة الدقائق والساعات وفي أي سبيل تقضيها ؟ اخطر الامور هي الساعات التي نبقى فيها جالسين نحدق في المجهول ونتصفح المجهول . اليس لهذا الوقت ثمن لديك؟ الم تر كم شخصا في خريف عمره يندم على الدقائق لا على الساعات حتى !
الحياة الحقيقية تكمن في التجارب والكفاح لا بحياة الكسل والتقاعس والاحباط، في النهاية نحن لا نريد لك أن تقسى على نفسك وان تتحول مثل رجل آلي بلا روح ولا متعة، على العكس تماما! الا انك عليك ان تكون صارما في البداية لتتخذ هذه التقنيات كأساس اعادة هيكلة قالبك الفكري اتجاه الوقت واستخدامه.
في النهاية نتمنى لكم حياة ساعاتها مثمرة بالانجاز والسعادة.