دروس علمتنا اياها سنة 2020

لقد كان عاما صعبا على جميع سكان العالم، كان عاما مليئا بالأحداث التي غيرت أسلوب حياتنا ابتداء من انتشار جائحة كورونا وانتهاء بتلك الأحداث المحزنة والغريبة التي حدثت حول العالم. كان عاما صعبا بكل المقاييس. رغم أنني لا أحبذ إرجاء الاحداث الى سنة بحد ذاتها فنحن من نرقم السنوات، وانما اضع اللوم الاكبر على الشعوب الذين بدؤوا بالترويج منذ بداية اول يوم في سنة 2020 على أنها ستكون سنة سيئة على الجميع، ولأنني أؤمن ان طاقة الانسان يمكنها أن تحرك جبالا من مكانها فانا أؤمن أن طاقة التشاؤم وتوقع الاسوء هي من جعلت هذه السنة كالجحيم على العالم.

لكننا يجب أن تعلم أنه حتى في أسوء الظروف واصعب السنوات يجب أن نظفر بالدروس والعبر وأن نحمل في جعبتنا فقط ما تعلمناه من تلك الذكريات الصعبة والتحديات .

اليكم في هذا المقال ابرز الدروس التي علمتنا اياها سنة 2020 م.

اولا : لست مضطرًا لخوض كل الامور بمفردك،  ان الأمر لا يتعلق بعدم رغبة الأشخاص في المساعدة ، بل إنه ليس لديهم فكرة أنك بحاجة إلى أي مساعدة. تذكر انه ليس عليك أن تمر بهذا بمفردك، لكن عليك أن تكون على استعداد للسؤال وطلب المساعدة. 

ثانيا: انت من تصنع سعادتك، ربما قد فهمت ذلك جيدا ان اضطررت ان تجلس بمفردك او تكون بعيدا عن كل ما يستهويك بسبب ظروف هذا العام، حيث انه من الواضح أن أي شيء يمكن أن يحدث في أي وقت. لذلك كيف تنظر إلى ذلك وتتعامل معه فهو أمر متروك لك. لقد يأس كثير من الناس ، لكن البعض أيضًا ارتقى إلى مستويات اعلى.

ثالثا: لا شيء مؤكد، كل شيء يمكن أن يتغير بلمح البصر، ما كنت تعتقد أنه آمن لم يعد فجأة شيئًا يمكنك الاعتماد عليه بعد الآن. هذا ما يجعلك تفكر بان تتعلم حِرفا او امورا جديدة في حياتك وان لا تعتمد على امر واحد. الكثير من الاشخاص خسروا وظائفهم او جلسوا في منازلهم لانهم يعتمدون على نظام اليومية ولم يحسبوا حسابا لسنة كهذه. يجب أن تتعلم وتتطور حتى تتعامل مع كل المتغيرات.

رابعا: عندما تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، يبدأ السحر يتدفق الى حياتك، أنت لست مقيدًا بظروفك كما تعتقد، انت فقط مقيد بشكوكك الذاتية التي لا تنتهي.

خامسا: عيش حياة متوازنة أمر صعب لكنه شيء يمكنك فقط أن تقرر اتباعه، ويتطلب الأمر تفانيًا وممارسة ، والأهم من ذلك كله ، أن تعيش حياة تناسب شخصيتك ونظرتك للحياة لا ان تكون تقليدا لاحد او مجرد ارضاء أحد.

سادسا: الحياة ليست عادلة لكنها ليست ظالمة ايضا. في الواقع ، لا علاقة للحياة بأن تكون عادلة أو غير عادلة. يعيش بعض الناس حياة رائعة لكنهم يعتبرونها ألمًا ، بينما يعيش آخرون حياة مروعة ويعتبرونها رائعة. توقف عن البحث عن شيء لإلقاء اللوم عليه.

سابعا: الأشياء الضرورية ليست سهلة ، والأشياء التي يجب عليك القيام بها للتقدم ليست سهلة أيضا. لكنك لن تصل إلى هناك إذا لم تحاول وتفعل ما يتطلبه الأمر.

ثامنا: إنها ليست النهاية ، كل ما تعتقد أنه سينتهي سيجلب لك تحديات اخرى ، لكن اتعلم ماذا؟ سوف تجعلك شخصا افضل. تذكر انها ليست النهاية وخذ هذا المعنى من الناحية الايجابية فأمامك العديد من الفرص طالما أنك على قيد هذه الحياة.

تاسعا: محيطك يشكلك أكثر مما تعتقد، ليس فقط أقرب 5 أشخاص لديك ، ولكن أيضًا بيئتك وأفعالك اليومية ومقاطع الفيديو التي تشاهدها والكتب التي تقرأها ؛ كل شيء سوف يشكلك من جديد، لذلك احذر مما تسمح لعقلك بأن يلتقطه كل يوم من كلمات وصور ومشاهد واصوات.

في ختام المقال،  احمد الله على كل النعم حتى تلك الصغيرة منها التي ربما لم تلاحظها لولا ظروف الجائحة، ودّع هذا العام على أمل الأفضل، ودع هذا العام بالأمل والبشرات، ودّعه بالوعد بان تصبح شخصا أفضل.

كل عام وانتم بخير.

الزوار شاهدو ايضا