إن للأطفال صفات معينة قد يتصف بها أغلبهم وهذه الصفات هي التي تميز هذه المرحلة، كالبكاء والعصبية والخجل والعناد وتتفاوت هذه الصفات من طفل لآخر، ومن أهم الصفات التي تميز مرحلة الطفولة هي العناد وتقسم إلى عناد طبيعي وإلى عناد غير طبيعي ويمكن فهم هذه الصفة من خلال قراءة المقال.
إن ظاهرة العناد منتشرة عند الأطفال وخاصة الأطفال بعد سن الرابعة، ويكون ذلك برفض الطفل أداء بعض الأعمال التي توكل له حتى لو كان بها منفعة له أو بإصراره على أداء بعض الأفعال الممنوعة أو إصراره على طلب أشياء من الوالدين، وهذا يختلف عن الإصرار والتصميم فالتصميم والعزيمة تكون بالتمسك بالأمور الحميدة وفعل الأشياء الجيدة التي يرضى عنها الوالدين، ويسمى أيضًا بالعناد الطبيعي أما العناد الغير طبيعي فهو ينشأ ويتطور بفعل وجود بيئة غير صحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي.
إن العناد مشكلة كبيرة إن لم يتم التعامل معها منذ بدايتها، ولكي يعرف الأهل كيف يتعاملون مع أطفالهم لابد لهم أن يعرفوا ما هي الأسباب والسلوكيات التي تؤدي إلى أن يصبح الطفل عنيدًا، ومنها الآتي:
- أساليب التربية الخاطئة مثل الدلال الزائد والتساهل بكل كبير من الطفل، فيعتقد الطفل أن جميع رغباته لابد أن تلبى.
- الرضوخ لحيل الطفل مثل البكاء والصراخ لتلبية رغباته، فيتحول رأي الأهل من لا إلى نعم.
- تقليد الأهل وذلك إن رأى الطفل أن جو العائلة عصبي وغير متقبل فإنه يتبنى هذه التصرفات وتنعكس على سلوكه.
- استخدام أسلوب الإجبار من قبل الوالدين، فهذا الأسلوب مثله مثل الدلال الزائد سيؤدي إلى العناد، لأن الطفل عندما تجبره على فعل أمر ما من دون شرح أسباب ذلك الفعل يتخذ موقف العناد.
- رغبة الطفل في تأكيد استقلاليته ورأيه، خاصة إذا كانت الأسرة لا تنمي شعور الاستقلالية داخل الطفل فيلجأ للعناد حتى يشعر بهذه الاستقلالية.
- إلصاق وصم العناد على الطفل، وذلك بمناداته بالعنيد مثلًا، أو ترديد عبارة أنت عنيد جدًا أمامه وبكثرة لذا هو يأخذ هذه الصفة على نفسه ويرفض تغييرها ويطبقها دائمًأ لأنه يعتبرها تعريفًا عنه.
- عدم تلبة حاجات الطفل الرئيسية كالجوع والنعاس والتعب، مما يزيد من نسبة توتره ويخلق حالة من عدم التوازن النفسي لدى الطفل، فبلجأ الطفل للعناد.
- دخول الطفل بأزمة نفسية وذلك بسبب الحزن لفقد شيء عزيز مثلًا أو بسبب الملل حتى.
لابد من التدخل السريع في حالة ملاحظة العناد الغير طبيعي عند الطفل ومعرفة أسباب هذه الظاهرة والوقوف على حلول تضمن التخلص من هذه المشكلة، ومن هذه الحلول والعلاجات الآتي:
لأن البيئة التربوية التي يعيش بها الطفل هي حجر الأساس الذي تبنى عليه شخصية الطفل، لذا يجب أن ينمو الطفل في بيئة أسرية سليمة تعي أساليب التربية الحديثة التي تجعل الطفل خاليًا من المشاكل النفسية والاضطرابات السلوكية وتلبي حاجاته ومتطلباته بالحب والعطف واللين، مع تنمية أسلوب الحوار والنقاش لديه المبني على أسس التواصل والإقناع والشرح، وبهذا يلبي الطفل طلبات الأهل لأن حاجاته مشبعة.
في بعض الحالات يتطلب التخلص من العناد أن يذهب الطفل ليحصل على العلاج النفسي، فقد يكون سبب العناد اضطراب نفسي أكبر كالشعور بالقلق واضطرابات الطفولة الأخرى، ويتدرب الطفل في العلاج النفسي على فهم نفسه وفهم الآخرين أكثر، إضافة إلى تنمية مهاراته الاجتماعية التي تساعده على زيادة شعوره بالانتماء والنجاح، ولابد أن يساهمالأهل في إنجاح هذا العلاج وإعطاء الثقة والقوة لطفلهم وتعزيز سلوكياته الجيدة وإهمال السيئة منها.