لقد اقتصر مفهوم الذكاء قديمًا على جانب واحد، فقد اعتبر العلماء قديمًا أن الذكاء بنية واحدة وهي قدرة الفرد على حل المسائل من ناحية واحدة ولم ينظروا إلى الفروقات الفردية بين الطلاب والتميز الذي يمكن أن يكون عند كل واحد منهم غير الجانب الحسابي، ثم جاء الأستاذ هاورد جاردنر وقدم نظرية الذكاءات المتعددة ونفى أن الذكاء مكون واحد بل أنه يوجد العديد من أنواع الذكاء ومن هه الأنواع الذكاء العاطفي وهو من أهم أنواع الذكاء التي من الممكن مع الممارسة أن يكتسبها الفرد.
إن تطوير الذكاء العاطفي أمر أساسي في حياة كل إنسان، فهو أساس نجاحه في حياته الشخصية والعملية وفي علاقاته الأخرى، لذا من المهم تنمية هذه المهارة كأسلوب حياة، ويعرّف الذكاء العاطفي أنه نصطلح يعبر فيه عن قدرة الإنسان على معرفة وفهم عواطفه الشخصية والقدرة على إدراك تأثيرها على الآخرين، والأشخاص الذين يمتلكون الذكاء العاطفي لديهم نسبة عالية من القدرة على ضبط سلوكهم والتحكم به، كما أن لديهم القدرة على فهم مشاعر الآخرين، وهناك علاقة بين ازدياد الذكاء العاطفي مع امتلاك علاقات فعالة وناحجة بشكل كبير.
يتمتع الأشخاص الذين يتميزون بالذكاء العاطفي ببعض المميزات الشخصية التي تمكنهم من بناء علاقات فعالة مع الآخرين، كما أن الدراسات أشارت أن امتلاك الذكاء العاطفي هو طريق لتسهيل النجاح، ومن علامات امتلاك الذكاء العاطفي الآتي:
يمتلك الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي بسمة إدراك الذات، فهم لديهم القدرة على فهم ذواتهم وفهم مشاعرهم وتسميتها مما يجعل من السهل عليهم التعبير عنها بالشكل الصحيح، فمثلًا شخص لا يتمتع بالذكاء العاطفي قد يشرح حزنه بطريقة خاطئة عن طريق التعبير عن حزنه بالغضب لذا سيبتعد الناس عنه، أما الذي يتمتع بالذكاء العاطفي فسيفهم مشاعره ومسبباتها ويحاول حلها أو اللجوء لأشخاص يثق بهم لمساعدته، لذا فهم يستطيعون التعبير عن عواطفهم بطريقة أكثر فاعلية تجعل الآخرين يفهمونه ويقدرون مشاعره الصادقة.
إن الأشخاص الذين يتمتعون بالذكاء العاطفي يعرفون بالضبط ما يجب أن يقولوه للآخرين حتى يستطيعوا فهم مشاعرهم فهم يمتازن أن أسئلتهم مناسبة مع الموقف، لذا يشعر الشخص الذي أمامهم بسهولة الإجابة على أسئلتهم لأنها مناسبة، وبهذا يستطيع الشخص المتمتع بالذكاء العاطفي غهم مشاعرهم وتحديدها والتعامل معهم على أساسها، فهذا الأسلوب يساعدهم على التوصل للطريقة المناسبة التي تدخل البخهجة على قلب الشخص الآخر أو الطريقة التي تهدئه.
توجد بعض الطرق التي إذا اتبعها الفرد يمكن أن تنمي عنده الذكاء العاطفي، ومن هذه الطرق الآتي:
1- تعلم التحكم بالمشاعر السليبة وإدارتها: ويمكن تحقيق ذلك بأن يتدرب الفرد على كبح جماح نفسه وأن لا يتصرف بسرعة بل يعطي نفسه الوقت ليفكر في حقيقة مشاعره في تلك اللحظة، وهذا يعطي الفرد المزيد من الوعي وتقليل المشاعر السلبية.
2- التدرب على تحديد المشاعر ووصفها بمفردات واضحة: وهذا التدريب مهم جدًا لأنه إن وصف الفرد مشاعره بطريقة خاطئة لن يتمكن الآخرين من فهمه وهذا سييبب المزيد من سوء الفهم والمشاكل، لذا المفردات الواضحة تساعد الفرد على رؤية الأمور بشكلها الصحيح دون استنفاذ الكثير من الكاقة لفهمها.
3- وضع الفرد نفسه أمام الآخرين: وهذا تمرين مهم يجعل الفرد متعاطفًا أكثر مع الآخرين وقادرًا على فهمهم ومساعدتهم بطريقة أفضل، فهذا يزيد من بصيرة الفرد فيتعرف على ما يخيف الآخرين ودوافعهم التي تقف وراء سلوكهم.