إن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحب أن يتواصل ويتفاعل على الصعيد الاجتماعي باستمرار، ولكن ماذا لو عانى الفرد من اضطراب يجعله منفصل عن مجتمعه وغير قادر على التواصل والتفاعل مع الآخرين، ويسمى هذا الاضطراب التوحد ولفهم هذا الاضطراب بشكل أكبر يجب فهم مفهومة وأسبابه وأعراضه وطرق للعلاج.
ما هو مرض التوحد
مرض التوحد أو يمكن أن نقول عنه الذاتوية هو اضطراب يتكون من مجموعة من المشاكل في النمو، فيؤثر هذا الاضطراب على نمو الدماغ مما يؤدي إلى صعوبة تمييز الشخص المصاب بالتوحد للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، فيصبح الفرد غير قادر على التواصل مع المجتمع، سواء بالتواصل اللفظي والغير لفظي، يتطلب تشخيص مرض التوحد إلى ظهور أعراض واضحة قبل ان يصبح عمر الطفل ثلاث سنوات.
أعراض مرض التوحد
تنقسم أعراض التوحد إلى ثلاث مستويات وهي أعراض خاصة بالمهارات الاجتماعية وأعراض خاصة في المهارات الاجتماعية وأعراض خاصة في المهارت السلوكية، ويمكن فهم هذه الاعراض بشكل أكب من خلا لفهم النقاط الآتية، كالآتي:
- الأعراض الاجتماعية لمرض التوحد، تتضح هذه الأعراض بعدة نقاط وهي:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه حتى بعد مناداته عدة مرات.
- غير قادر على التواصل البصري مع الآخرين.
- لا يبدي أي إشارة أنه يسمع من يتحدث إليه.
- لا يحب التلامس الجسدي كالعناق ويرفضه.
- غير مدرك لمشاعر الآخرين ولا يستطيع فهمهم.
- يفضّل قضاء الوقت لوحده، في عالمه الخاص.
- الأعراض اللغوية لمرض التوحد، تتضح هذه الأعراض بعدة نقاط وهي:
- يتأخر الطفل المصاب بالتوحد بنطق الكلمات، مقارنة بالنمو الطبيعي للطفل العادي.
- يتراجع الطفل من ناحية النطق ويفقد بعض الجمل والكلمات التي كان يعرفها فيما سبق.
- عندما يريد شيئًا ما فهو يحاول أن يتصل بصريًا.
- يصدر أصواتًا على نبرة محددة، أشبه بالغناء، ويكرر تلك الأصوات كثيرًا.
- لا يمتلك القدرة على البدء بالمحادثة أو الاستمرار بها.
- العبارات التي يكررها لا يعرف كيف يستعملها.
- الأعراض السلوكية لمرض التوحد، تتضح هذه الأعراض بعدة نقاط وهي:
- يمكن ملاحظة أن المصاب بالتوحد يتميز بحركات روتينة مثل الهزاز والدوران ورفرفة اليدين أو التلويح.
- يحب أن يحتفظ بروتين محدد يكرره دائمًا، وإذا حدث أي تغيير لو بسيط يصاب بحالة هيجان.
- يتصف بأنه دائم الحركة
- يحب النظر لأجزاء الأشياء مثل دوران عجل السيارة.
- حساس بشكل كبير للضوء وللأصوات واللمس.
أسباب مرض التوحد
يعود مرض التوحد لعدة أسباب منها الجينية الوراثية ومنها أسباب تتعلق بالدماغ وأسباب تتعلق في البيئة، وتتضح هذه الأسباب كالآتي:
- أسباب جينية: أثبتت الدراسات وجود عدة جينات مسؤولة عن التوحد، وهذه الجينات تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة في هذا الاضطراب، وقد تظهر هذه الجينات بشكل وراثي أو قد تظهر بشكل تلقائي.
- أسباب تتعلق بالدماغ: تؤدي تشوهات الدماغ إلى الإصابة بمرض التوحد، وقد تحدث هذه التشوهات أثناء الحمل أو بعد الولادة، فقد أثبتت الدراسات أن دماغ المصابين بمرض التوحد يظهر نشاط غير طبيعي، كما أن مستوى إفراز النواقل العصبية في الدماغ يكون في مستوى غير طبيعي، وهذا يجعل الرسائل التي يستقبلها الدماغ مشوهة.
- عوامل بيئية: تتلخص العوامل البيئية بأنها مجموعة من العوامل التي حدثت في بيئة الطفل وجعلته يعاني من طفولة غير طبيعية أدت إلى إصابته في مرض التوحد ومن هذه الأسباب الأدوية التي تأخذها الأم أثناء الحمل، أو الهواء الملوث، أو الإشعاعات، وكل هذه العوامل قد تكون سببًا في تحفيز ظهور اضطراب التوحد لدى الطفل.
علاج مرض التوحد
لا يوجد علاجد نهائي لمرض التوحد، لكن يوجد عدة علاجات متكاملة لتخفيف الأعراض وزيادة القدرة على التواصل، ومن هذه العلاجات الآتي:
- العلاج السلوكي: وهو مهم جدًا في حالات التوحد لأنه لا يتطلب الكثير من التفكير.
- مناهج تعليمية خاصة: وتكتب هذه المناهج على يد أخصائيين تربية خاصة يعرفون متطلبات مرضى التوحد.
- العلاج الدوائي: ويوصف من قبل أطباء أخصائيين لمرضى التوحد