السيروتونين ودواعي البحث عن طرق لزيادته
ينتج السيروتونين في الخلايا العصبية لإرسال الإشارات فيما بينها، وبالرغم من ذلك تنتج منه كميات كبيرة في الأمعاء، ولهذا الهرمون تأثيرات عديدة على أعضاء الجسم كافة، كما يعد المحرك الرئيسي للحالة النفسية أو المزاج، فهو يقلل الاكتئاب وينظم القلق، وليس ذلك فحسب فهو يساعد على شفاء الجروح وينظم عملية النوم والهضم والشهية، وله دور أيضًا في صحة العظام. وفي الحقيقة لا يوجد سبب واحد لنقص السيروتونين، إذ قد يحدث هذا النقص إما بسبب عدم إنتاج ما يكفي منه في الجسم، أو بسبب عدم استخدامه كما ينبغي. ويعود السبب الأول إلى سوء التغذية ونقص في بعض الفيتامينات الضرورية لتصنيع هذا الهرمون، فعلى سبيل المثال يحتاج الجسم لفيتامين "ب -6" وفيتامين "د" لتصنيع هذا الهرمون، أما السبب الثاني فقد يكون بسبب عدم وجود ما يكفي من مستقبلات السيروتونين في الدماغ.
زيادة السيروتونين عن طريق الأدوية
هنالك مجموعة من الأدوية التي تزيد مستويات السيروتونين في الدماغ، ومنها ما يلي:
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية: وهي الأدوية الأكثر وصفًا لمقاومة أعراض الاكتئاب، فهي تزيد من مستويات السيروتونين مما يخفف من الأعراض الشديدة والمتوسطة من الاكتئاب، وتثبط هذه الأدوية عملية استرداد السيروتونين، وهي عملية لا يسمح الدماغ من خلالها إنتاج أي سيروتونين قبل استهلاك الموجود أصلًا.
- مثبط استرداد السيريتونين والنورأدرنالين الانتقائي: وهي أدوية مضادة للاكتئاب أيضًا، وتعمل كما في الأدوية السابقة ولكنها تثبط أيضًا استرداد هرمون النورأدرنالين المؤثر أيضًا على الحالة النفسية.
- مثبطات مونوامين أوكسيديز: يثبط هذا الدواء مفعول إنزيم مونوامين أوكسيديز الذي يفكك السيروتونين والهرمونات الأخرى المسؤولة عن السعادة.
زيادة السيروتونين طبيعيًا
هنالك طرق طبيعية لزيادة السيروتونين، والتي يمكن الاعتماد عليها كبديل للأدوية الموصوفة المذكورة سابقًا، وفيما يلي بعض هذه الطرق:
- الأطعمة المختلفة: تحتوي بعض الأطعمة طبيعيًا على السيروتونين، كما هنالك مواد غذائية أخرى يحتاجها الجسم لتكوين هذا الهرمون بالإضافة إلى النواقل العصبية، ويعد كل من؛ فيتامين "د"، وفيتامين "ب -6"، حمض الأوميغا -3 الدهني، من أهم هذه المواد الغذائية، ويمكن إيجاد مثل هذه المواد بكثر في كل من؛ الموز، والبيض، والحبوب مثل الحمص، والخضروات الخضراء مثل السبانخ، والمكسرات، والأسماك الدهنية الزيتية مثل التونا والسلمون، والألبان. ويفضل تناول الكثير من الألياف الغذائية لأنها صحية للأمعاء المسؤولة عن تصنيع ما يقارب 95% من السيروتونين في الجسم.
- التعرض للضوء: تنخفض مستويات السيروتونين عند عدم التعرض المنتظم لأشعة الشمس، وهذا ما يفسر تزايد نوبات الاكتئاب في الأيام المظلمة من الخريف والشتاء، ولذلك ينصح التعرض لأشعة الشمس يوميًا بما لا يقل عن 10 دقائق، وذلك ليس فقط بسبب السيروتونين بل بسبب التمتع بفيتامين "د" المهم أيضًا في تصنيع السيروتونين بالإضافة للعديد من الفوائد الأخرى. وفي حال لم تظهر الشمس كثيرًا أو لا يمكن الخروج إليها؛ هنالك نوع من العلاج يعرف باسم العلاج الضوئي ومن خلاله يمكن التعرض للضوء المناسب والمطلوب.
- ممارسة التمارين الرياضية: أثبت بأن النشاط الجسماني المنتظم يزيد من مستويات السيروتونين، ولا تقتصر فوائد ممارسة التمارين على الدماغ فقط، فمن الممكن التقليل من أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج بفضل الفوائد الجمة التي تزودها التمارين الجسمانية لكل من القلب والعضلات والتخلص من الوزن الزائد.
- التدليك: يحسن العلاج بالتدليك من إنتاج السيروتونين ويخفض من إنتاج هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر النفسي، ولذلك قد يكون التدليك أحد جوانب العلاج النفسي لحالات الاكتئاب والقلق.
- المكملات الغذائية: يلاحظ نقص التغذية عند الأشخاص المصابين بنقص مستويات السيروتونين، وذلك لأن بعض المواد الغذائية مهمة في إنتاج هذا الهرمون، وبالرغم من أن الغذاء قد يكون الحل، إلا أن هنالك بعض المواد الغذائية الشحيحة في الغذاء والتي يحتاج البعض لأخذها عن طريق المكملات الغذائية.