التفكير هو أمر تلقائي يقوم به الإنسان سواء بوعي أو غير وعي، يمكن من خلال التفكير القيام بالعمليات الذهنية والحساب الذهني وتذكر الأشياء أو الذكريات من الماضي، وأيضًا من خلال التفكير يمكن أن يقوم الفرد بحوار داخلي مع نفسه، وطرق التفكير تختلف باختلاف شخصية الفرد، وأيضًا باختلاف الموقف الذي يكون به الفرد، ويمكن أن يتخذ الفرد أسلوب التفكير الإيجابي كنمط وهو الأفضل، ولكن البعض لا يعون أنهم يفكرون بطريقة سلبية تجعل الأمور تبدو أسوأ وفد نؤدي إلى تفاقم المشكلات.
يمكن تعريف التفكير السلبي بأنه اختيار البحث عن أسوأ ما في الأمور، فيفكر الفرد في أسوأ الأحداث التي يمكن أن تحدث، كما أنه يخفض توقعاته الإيجابية ولا يعطي نفسه فرصة للتفكير بها، وإن هذا النوع من التفكير يسبب للفرد مستوى ضغط عالي مما يؤدي إلى شعوره المستمر بالقلق والخوف والحزن، إن التفكير السلبي هو أقرب ما يكون إلى التشاؤم ورؤية أسوأ ما يمكن حدوثه والإيمان بحدوثه، والتصرف على هذا الأساس، ولكنه متعب للعفل والجسد وله مضار كثيرة.
يؤثر التفكير السلبي على حياة الفرد بشكل كبير من ناحية سلبية، ومن هذه الآثار الآتي:
- سلب طعم الحياة: يسلب التفكير السلبي طعم الحياة من الفرد فهو ل ا يستطيع الاستمتاع باللحظة فهو دائمًا يفكر بأسوأ الأمور.
- الحزن الدائم: فمن الطبيعي إن فكر الإنسان بأسوأ السناريوهات التي يحتمل حدوثها فإنه سيحبس نفسه في دوامة من الحزن لا تنتهي.
-الصداع: التفكير السلبي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكثرة التفكير، وكثرة التفكير تؤدي إلى الصداع المستمر فالعقل يحتاج إلى الراحة والتفكير بالأمور المريحة التي لا تسبب الضغط.
من الطبيعي أن يفكر الفرد بأمور سيئة قد تحدث ولكن لا يجب أن يعيش على أنها حقيقة بل العمل على تجنبها والتفكير بالأمور الإيجابية، وهناك من يعاني من التفكير السلبي المزمن والذي تعود عليه لسنوات فيحتاج إلى طرق لتغيير طرقة تفكيره، ومن أهم الطرق التي تؤدي إلى التخلص من التفكير السلبي الآتي:
-معاملة الذات برفق ولين: هناك بعض الأشخاص والذين هم يفكرون بطريقة سلبية يعاملون أنفسهم بقسوة ويحملون أنفسهم المسؤولية عن أي خطأ يحدث لذا فهم يفكرون طوال الوقت بأخطائههم التي في بعض الأحيان لا تكون حتى أخطاءهم، لذا على الفرد أن يتوقف عن جلد ذاته وذلك بالوعي بأفكاره وأن هذه الأفكار هي عبارة عن جلد للذات وإيقافها.
-التعرف على أشخاص يفكرون بإيجابية: إن أفضل الأمور التي من الممكن فعلها هو أن يحيط الفرد نفسه بأشخاص إيجابيين ويعرفون حق المعرفة طرق التفكير الصحيحة والإيجابية التي تؤدي إلى نتائج إيجابية، وسيلاحظ الفرد الفرق بأقرب وقت، فالأشخاص السلبيون ينقلون طاقتهم لك.
-تعلم التفاؤل: يمكن تعلم التفاؤل عن طريق التعود على طرد الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية متفائلة، فالأفكار السلبية لا تؤدي إلا إلى الأسوأ، وبهذا لا نقول أن يفكر الفرد دائمًا بأفضل الأمور بل بالأمور الواقعية حتى لا يخيب ظنه.
-الاسترخاء: إن الأشخاص الذين اعتادوا التفكير السلبي يعانون من التوتر لذا يحتاجون إلى التدرب على الاسترخاء والتأمل حتى يريحوا اعصابهم، ففترة الاسترخاء تعمل راحة للذهن من الأفكار السلبية وجميع المخاوف، وهي ممارسة سهلة ويمكن تعلمها من العديد من المصادر.
-التعبير عن الألم بطرق جديدة: قد يلجأ البعض إلى التفكير السلبي للتعبير عن حزنهم، لذا يجب أن يبحث الفرد على طرق إيجابية للتعبير عن الحزن، كالتحدث مع أشخاص مقربين له وبهذا لا يحتاج الفرد إلى التفكير كثيرًا فمشاركة الأفكار مع الآخرين تجعل الفرد يعبر عن ما يواجهه ولا يكبت تلك الأفكار بداخله.