الاتحاد السوفيتي
وصف الكثيرون الاتحاد السوفيتي بأنه أحد أكثر الأنظمة وحشية في القرن العشرين وربما أحد أكثر الأنظمة ظلامًا وظلمًا في تاريخ البشرية جمعاء، وقد استدلوا على ذلك من حجم الأذى والظلم الذي شاب السكان الذين وقعوا تحت حكمه، سواء في روسيا أو في الدول التابعة للاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية المطاف، إلا أن حكايات الدمار والظلم والممارسات الإجرامية التي حدثت أبان وجود هذا النظام ما زال لها حيز واسع في كتب التاريخ، خاصة أن هذا النظام قد دام لسنوات طويلة مليئة بالتغيرات والمنعطفات، تحديدًا بين عامي 1922 وحتى عام 1991.
حقائق مرعبة عن الاتحاد السوفيتي
إليك بعضًا من بين الحقائق المفزعة والمظلمة عن الاتحاد السوفيتي:
- حاول التغطية على مأساة تشرنوبل: وقعت حادثة تشرنوبل عام 1986 نتيجة لانفجار المفاعل الرابع الخاص بمفاعل تشرنوبل النووي الذي كان مشيدًا ضمن الأراضي الأكرانية السوفيتية، وللأسف قامت السلطات السوفيتية بتجاهل الانفجار بدلًا عن التعامل معه بموضوعية، ولم تعترف السلطات بوقوع الانفجار إلا عندما أعلنت مراكز الرصد السويدية أنها قد كشفت عن ارتفاع ملحوظ في مستويات النشاط الإشعاعي في الجو، لكن ومع ذلك استمرت السلطات بتجاهل الأمر ولم تتحرك بجدية إلا عندما هددت الحكومة السويدية بإصدار شكوى للمنظمة الدولية للطاقة الذرية.
- كان مولعًا ببناء الأنفاق والثكن العسكرية: ما زالت الأنفاق والثكن العسكرية التي بنيت أبان العهد السوفيتي قائمة إلى هذا اليوم، خاصة في العاصمة موسكو، حيث يوجد الكثير من الأنفاق التي تصل الكرملين مع محطات قطار سرية تحت الأرض لتسهيل هرب القادة السوفييت وقت الحرب، وتشير بعض الروايات كذلك إلى عزم ستالين على بناء خطوط لمترو الأنفاق تحت خطوط مترو الأنفاق الموجود أصلًا! ومن العجيب أن بعض الباحثين قد وجدوا ثكنات عسكرية ومخابئ لم يكن أحد يعلم عنها من قبل، وهذا حدث مثلًا في مدينة سامرا الروسية، عندما وجد الناس ثكنة عسكرية قد بنيت عام 1942 وما زالت قادرة على احتضان 115 شخصًا لخمس أيام دون دعم جوي.
- احتضن قادة وجنرالات متوحشون للغاية: من المعروف أن القادة السوفييت كانوا على قدرٍ عالٍ من القصوى، وخير مثال على ذلك جنرال ستالين المفضل " لافرينتي بيريا"، الذي ترأس شعبة الشرطة السرية وكان مسؤولًا عن تعذيب وقتل ملايين الناس، لكن شهرته انحصرت أكثر في الجرائم الجنسية التي كان يرتكبها؛ فقد كان يخرج لشوارع موسكو ويختار النساء كما يهوى ويأمر اتباعه بجلبهن إلى مكان مخصص لتنفيذ نزواته الجنسية، وقد جرى توثيق الجرائم التي قام بها بعدما حولت روسيا منزله إلى سفارة ليجدوا عن طريق الصدفة الكثير من الهياكل العظمية لنساء ومراهقات في القبو الأسفل منه! والأمر المفزع بالأمر أن ستالين كان على علم بهذا الأمر، والدليل على ذلك أنه ارتعب كثيرًا عندما علم أن ابنته قد ذهبت إلى منزل لافرينتي بيريا، ليبادر سريعًا إلى ارسال برقية مستعجلة يطلب منها الخروج فورًا من المنزل!
- جعل معتقلات سيبيريا جزءًا من الاقتصاد: وصل التوحش في الاتحاد السوفيتي إلى جعل معسكرات العمل الإجبارية في سيبيريا -أو ما يُعرف ب"الغولاج"-أحد أعمدة الاقتصاد السوفيتي، والمصيبة في هذه المعسكرات أنها بيئة للموت والظلم الشنيع بحق المعارضين السياسيين، وكانت الأعمال فيها تتضمن التنقيب في المناجم، وأعمال البناء، وأعمال الغابات، وقد سعى الاتحاد السوفيتي إلى إنشاء 80 معسكرًا في الجهة الشرقية من روسيا لغرض استخراج الذهب، لكن قضى حوالي 2 مليون شخص في ظروف العمل أنداك.
- قضى على 68% من الذكور الروس الذين ولدوا عام 1923: بلغ عدد الذكور الذين ولدوا في روسيا عام 1923 حوالي 3.4 مليون، لكن ونتيجة للمجاعة، والأمراض، والأهوال التي جلبها الاتحاد السوفيتي لم يتبقى منهم سوى 1.8 مليون عند مجيء الحرب العالمية الثانية! ثم ونتيجة لهذه الحرب قضى 700 ألف من هؤلاء الذكور، ولم يتبقى منهم سوى 1.1 مليون في عام 1946، وهذا يعني أن 68% من الأطفال الروس الذين جاءوا إلى العالم عام 1923 قد ماتوا خلال الحقبة السوفيتية.