اضطراب الشخصية الحدية

شخصية حدية

اضطرابات الشخصية هي من الاضطرابات العقلية والذي يعاني فيها المصاب من إشكالية في فهم محيطه والمواقف التي تحدث معه، وبالتالي يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، وتؤدي هذه المشكلات إلى بناء حدود في علاقات الشخصية وأنشطته وبيئة العمل لديه أو المدرسة، وفي أغلب الأحيان لا يدرك المضطرب أن لديه مشكلة، ومن اضطرابات الشخصية الشائعة اضطراب الشخصية الحدية.

اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية هو أحد أنواع اضطرابات الشخصية، ويؤثر هذا الاضطراب على طريقة فهم الإنسان لنفسه ولمشاعره ومشاعر الآخرين، مما يؤدي إلى حدوث خلل في حياة الفرد اليومية، فإنالمصاب باضطراب الشخصية الحدية يعاني من مشاكل في نظرته لنفسه، كما أنه يجد صعوبة بالغة في السيطرة على مشاعره وسلوكه، وهذا يؤدي إلى وجود اضطرابات في علاقاته بشكل متكرر، ويشيع هذا الاضطراب في مرحلة المراهقة، وبسببه يعاني الفرد من مخاوف من الهجران أو التهميش، كما أنه لا يمتلك القدرة على السيطرو على غضبه فتنتابه نوبات من الغضب والتهيج، وإن هذا الااضطراب منتشر لما يقارب 10% من مرضى المستشفيات النفسية، ويكره الفرد المصاب باضطراب الشخصية نفسه لأن عضبه دائمًا ما يجعله يفقد الأشخاص الذين يحبهم فعلاقاته تحكمها النزاع أكثر من الحب.

أعراض اضطراب الشخصية الحدية

إن الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم العديد من الأعراض، والتي تؤثر على حياته بشكل كامل، وهذا الاضطراب مصنف ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطراب النفسية، وهذه الأعراض تكون كالآتي:

  • تقلب المزاج: يعاني الشخص المضطرب من تقلبات مزاجية حادة وتيتمر هذه التقلبات في بعض الأحيان من ساعات إلى عدة أيام، ومن التقلبات المزاجية التي من الممكن أن تحدث التقلب من السعادة الغامرة إلى الضيق ومن الشعور بالاعتزاز إلى الشعور بالعار والقلق.
  • الاحساس بالفراغ: يشعر الشخص المضطرب باضطراب الشخصية الحدية دائمًا بالخواء، ويتقرب للآخرين لسد هذا الفراغ الذي بداخله، ولكم يجد صعوبة في تقبل الآخرين له لأنه يتقرب بطريقة مبالغ فيها.
  • الخوف من الهجران: يصاحب المصاب باضطراب الشخصية الحدية الهلع الشديد من أن شخص يحبه سوف يهجره، فهو يخاف من أن يشعر بالوحدة فيلتصق بشكل مبالغ فيه بالأشخاص الآخرين ويعتمد عليهم عاطفيًا، لكن هذا التصرف يتسبب في مضابقة الطرف الآخر، وبسبب هذه التصرفات يتحقق خوفه ويبتعد عنه الشخص الذي يحبه، وقد يؤدي ذلك إلى إيذاء الذات.
  • تتسم علاقاته بعدم الاستقرار: تتميز طريقة في التعامل مع العلاقات بنمط غير مستقر فهو في لحظة ما يكون في قمة المثالية وفي لحظة أخرى يكون في أقصى الحط من القدر، فهو يعظم الطرف الآخر بشدة في لحظة وفي لحظة أخرى يقتنع بأنه شخص مهمل وقاسٍ، فهو يميل إلى الحدة في المشاعر، فعندما يشعر بالحزن قد يهين وبشدة الطرف الآخر وينتقص من قدره، زلكنه بعدها يشعر بالندم لما قاله، ويتحول من شخص عصبي إلى شخص شديد الحنان وعذب الكلمات، ولكن كل تلك الهجمات المضطربة تؤدي غلى وجود عدم استقرار في علاقاته.
  • اضطراب الهوية: فإن الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية يعاني من عدم استقرار في صورته عن ذاته، ففي بعض الأحيان يكون راضٍ عن نفسه وفي بعض الأحيان يشعر أنه لا قيمة لوجوده، كما أنه يغير قيمه وأهدافه باستمرار، مما يؤدي إلى تعطيل حياته المهنية والشخصية.

أسباب اضطراب الشخصية الحدية

تعددت أسباب اضطراب الشخصية الحدية فهو اضطراب عميق، ومن العوامل التي تؤدي إليه الخلل البيولوجي، فيكون الاضطراب في هذه الحالة مرتبطًا بعوامل جينية ووراثية، وعامل آخر هو العامل البيئي، مثل طرق التربية والخبرات الحياتية المؤلمة كالهجران في الطفولة والمشاعر المكبوتة.