يحدث فتق الحجاب الحاجز عندما يندفع الجزء العلوي من المعدة لأعلى عبر الحجاب الحاجز إلى منطقة الصدر، والحجاب الحاجز هو عضلة كبيرة تقع بين البطن والصدر، تستخدام هذه العضلة للمساعدة على التنفس، وفي الوضع الطبيعي، تكون المعدة أسفل الحجاب الحاجز، ولكن في الأشخاص الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز، يندفع جزء من المعدة من خلال العضلة، والفتحة التي تتحرك خلالها تسمى فجوة، تحدث هذه الحالة في الغالب عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، ويصيب ما يصل إلى 60 في المائة من الأشخاص الذين يبلغون سن 60 عامًا.
كثير من الناس الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز لا يعانون من أية أعراض، وغالبًا ما تكون الأعراض هي نفس أعراض مرض الارتداد المعِدي المريئي، الذي يحدث عندما تنتقل العصارات الهضمية من المعدة إلى المريء، تشمل أعراض ارتجاع المريء ما يلي:
• حرقة المعدة.
• طعم مرّ أو حامض في مؤخرة الحلق.
• التجشؤ والانتفاخ.
• الشعور بعدم الراحة أو الألم في المعدة أو المريء.
على الرغم من أنه يبدو أن هناك رابطًا بين فتق الحجاب الحاجز والارتجاع المعدي المريئي، إلا أنه يمكن حدوث إحدى الحالتين دون الأخرى، إذ يعاني العديد من الأشخاص من فتق الحجاب الحاجز دون الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي، بينما يعاني البعض الآخر من ارتجاع المريء دون وجود فتق الحجاب الحاجز، ومن الأعراض الأخرى لفتق الحجاب الحاجز ألم الصدر، لكن نظرًا لأن ألم الصدر يمكن أن يكون أيضًا أحد أعراض النوبة القلبية، فمن المهم الاتصال بمقدم الرعاية الصحية أو الذهاب إلى غرفة الطوارئ إذا كنت تعاني من أي ألم في الصدر.
السبب الأكثر شيوعًا لفتق الحجاب الحاجز هو زيادة الضغط في تجويف البطن، وتجويف البطن هو المساحة الموجودة في منتصف الجسم والتي تحتوي على عدة أعضاء، بما في ذلك:
• الجزء السفلي من المريء والمعدة.
• الأمعاء الدقيقة والقولون والمستقيم.
• الكبد.
• المرارة والبنكرياس والطحال.
• الكليتين.
• المثانة.
يمكن أن ينتج هذا الضغط من أشياء مثل:
• السعال.
• التقيؤ.
• الشدّ والضغط أثناء حركة الأمعاء، ويحدث هذا في حالة الإمساك.
• رفع الأشياء الثقيلة.
• الإجهاد البدني.
هناك أيضًا أسباب أخرى يمكن أن يحدث فتق الحجاب الحاجز، إذ يمكن الإصابة بفتق الحجاب الحاجز أثناء الحمل، أو المعاناة من السمنة، أو بسبب زيادة السوائل في البطن.
لا تسبب معظم الفتق الحجابي مشاكل ونادرًا ما تحتاج إلى علاج، ومع ذلك، نظرًا لأن بعض المرضى الذين يعانون من فتق الحجاب الحاجز لديهم أعراض ارتجاع المريء، فإن العلاج يبدأ بالطرق المستخدمة لإدارة ارتجاع المريء، وتشمل هذه التغييرات في نمط الحياة مثل:
• فقدان الوزن في حالة الوزن الزائد.
• زيادة عدد الوجبات اليومية مع تقليل كمياتها.
• تجنب بعض الأطعمة الحمضية - مثل صلصة الطماطم والحمضيات أو العصائر - التي يمكن أن تهيج بطانة المريء.
• الحدّ من الأطعمة المقلية والدهنية والأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين (بما في ذلك الشوكولاتة) والنعناع والمشروبات الغازية والمشروبات الكحولية والكاتشب والخردل والخل.
• تناول وجبات الطعام قبل الاستلقاء بثلاث إلى أربع ساعات على الأقل، وتجنب الوجبات الخفيفة قبل النوم.
• التوقف عن التدخين.
• إبقاء الرأس أعلى بمقدار ست بوصات من باقي الجسم عند الاستلقاء على الظهر، إذ يساعد رفع مستوى الرأس الجاذبية على إبقاء محتويات معدتك في المعدة.
• عدم ارتداء حزام ضيق أو ملابس ضيقة، إذ يمكن أن تزيد الضغط على البطن، مثل مشدات البطن والظهر.
• تناول الأدوية بعد الأكل لتقليل الحموضة في المعدة، وتشمل هذه الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مضادات الحموضة، أو حاصرات H، والأدوية التي تستلزم وصفة طبية مثل مثبطات مضخة البروتون التي تقلل من إنتاج حمض المعدة.
يحتاج الشخص المصاب بفتق الحجاب الحاجز إلى إجراء عملية جراحية في حال اندفاع جزء من المعدة باتجاه الصدر عبر الحجاب الحاجز بشكل مجاور للمريء، مما يعيق تدفق الدم إلى المعدة، قد تكون الجراحة ضرورية أيضًا للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء الشديد وطويل الأمد (المزمن) الناتج عن الفتق والذي لا يمكن تخفيف أعراضه عن طريق العلاجات الطبية، والهدف من هذه الجراحة هو تصحيح الارتجاع المعدي المريئي عن طريق إنشاء آلية محسّنة للصمام الذي يوجد في الجزء السفلي من المريء، ويعمل هذا الصمام كأنه باب متأرجح، إذ يفتح للسماح للطعام بالمرور إلى المعدة ثم يغلق لمنع محتويات المعدة من العودة إلى المريء، فعندما لا يعمل هذا الصمام بشكل صحيح، يمكن أن تسير محتويات المعدة في الاتجاه الخطأ وتتلف المريء، إذا تُركت دون علاج يمكن أن يتسبب الارتجاع المعدي المريئي المزمن في حدوث مضاعفات مثل التهاب المريء، وقرحة المريء، ونزيف أو تندب المريء.