جسم الإنسان بحاجة إلى شرب الماء بشكل متكرر خلال اليوم حتى عند عدم الشعور بالعطش، وذلك لأن الجسم غالبيته يتكون من الماء وهو بحاجة إلى الماء للقيام بوظائفه المعتادة، ولتعويض ما يتم فقدانه بعمليات التبول والتعرق. أما بالنسبة للكمية التي يحتاجها الجسم من الماء في اليوم الواحد فهي تعتمد على عدة عوامل وتختلف من شخص لآخر.
بشكل عام وبحسب أحدث التوصيات العالمية فإن البالغات من الإناث بحاجة إلى 2700 ملليلتر في اليوم الواحد وهذا ما يعادل 11 كوب ونصف، أما بالنسبة إلى البالغين من الذكور فهم بحاجة إلى 1000 ملليلتر أكثر من النساء أي 3700 ملليلتر في اليوم والذي يعادل 15 كوب ونصف. إن هذه الكمية من الماء تضم أيضاً أنواع السوائل والمشروبات الأخرى التي يتم شربها خلال اليوم مثل العصائر والشاي والشوربات والفواكه وجميع أنواع الأطعمة الأخرى التي تحتوي على الماء، ولكنه عادةً ما تغطي هذه الأطعمة حوالي 20% من إجمالي كمية الماء التي يحتاجها الجسم يومياً.
إن هذه الكمية المحددة من الماء ليست ثابتة ولا يمكن تعميمها على جميع الأفراد كما ذكر سابقاً، فبداية المنطقة الجغرافية سواء كانت حارة وجافة أو رطبة أو منطقة جبلية وعالية أو سهلية ومنخفضة تلعب دوراً كبيراً في كمية الماء التي يحتاجها الفرد، فمثلاً يحتاج الفرد الذي يقطن في الجبال أو في المناطق الحارة إلى كمية ماء أعلى من غيره أي أعلى من 2700 بالنسبة للإناث ومن 3700 للذكور.
كذلك يجب على الاشخاص الذين يتسهلكون الكثير من القهوة والشاي شرب الماء بكمية أكبر، وذلك لأن مادة الكافيين الموجود في القهوة والشاي تزيد من عدد مرات التبول وبالتالي تزيد من فقدان الجسم للماء. كذلك الأمر بالنسبة للأطعمة الحارة والمالحة وعالية المحتوى من السكر. الأفراد الذين يتطلب عملهم الحركة والمشي أو الوقوف تحت الشمس أو بتعرضون إلى درجات حرارة عالية أثناء العمل هم بحاجة إلى شرب كمية أكثر من الماء. المرضى والمصابين بالإسهال أو الإمساك أومعظم الحالات المرضية أيضاً بحاجة إلى استهلاك المزيد من الماء. المرأة الحامل والمرضع هي كذلك يجب أن تشرب كمية أكبر من 2700 ملليليتر وذلك لتغطية احتياجات جسمها وجسم طفلها من الماء.
إذن باختصار تتأثر كمية الماء التي يحتاجها الجسم بالوضع الصحي وطبيعة النشاط البدني وطبيعة المهنة و العمل، بالإضافة إلى تأثير البيئة والمنطقة الجغرافية.
نعم يمكن لشرب السوائل الاخر أن يساهم في التعويض عن الماء أو تحديداً عن اتزان كمية السوائل في الجسم، حيث تحتوي غالبية أنواع الأطعة على كميات مختلفة من الماء، على سبيل المثال الفواكه والخضراوات والسمك واللحوم بأنواعها وحتى القهوة والشاي، وعلى الرغم من تأثيرهم المدر للبول وتأثيرهم على فقدان الماء بسبب زيادة عدد مرات التبول وفقدان الماء، إلا أنهما يساعدان على إضافة كمية من الماء للجسم.
في الواقع قد لا يحتاج غالبية الأشخاص إلى الإهتمام بشكل مبالغ حول كمية الماء اللازمة، وذلك لأن الشعور بالعطش علامة ومؤشر تلقائي من الجسم للتعبير عن حاجته للماء وعدم اتزان مستوى السوائل فيه، ولكنه يجب التركيز على مجموعة العوامل التي تتطلب شرب المزيد من المياه. هناك علامات أخرى مثل الشعور بالتعب بشكل مستمر، ووجود ألم في الرأس، بالإضافة إلى أن لون البول يعد علامة عندما لا يكون مائل إلى الأصفر وشاحب وصافي وواضح. يجب عدم إهمال الشعور بالعطش لتجنب الجفاف وتوابعه وخصوصاً عند كبار السن حيث أنهم معرضين للجفاف أكثر من غيرهم.