يقف الإنسان في كثير من مواقف الحياة في حيرة من أمره فلا يستطيع اتخاذ قراره، وتنبع الحيرة من عدة أسباب منها عدم فهم الموقف، وعدم الرغبة في ارتكاب الأخطاء، وعدم وجود المعلومات الكافية عن موضوع الاختيار، وقلة الثقة بالنفس، وعدم التركيز على هدف واضح، وكل هذه الأسباب تجعل الشخص يقف عاجزًا أمام اتخاذ القرارات في حياته، لذا في هذا المقال سنناقش كيفية اكتساب مهارة اتخاذ القرار.
مهارة اتخاذ القرار
تعتبر مهارة اتخاذ القرار في علم النفس أنها عملية معرفية تنتج عن عملية اختيار بين عدة احتمالات ممكننة، ففي هذه العملية يتخذ الفرد قرارًا يعد الأفضل من بين عدة بدائل متاحة له وليس من الضروري أن يكون القرار المتخذ هو القرار المثالي بل يجب أن يكون على الأقل القرار المرضي لأن الحلولو المثالية قد لا تكون متاحة، وتعتبر هذه العملية عملية مستمرة في حياة الانسان فكل يوم يتعرض الفرد لعدة مواقف يحتاج بها أن يتخذ قرارًا منها ما هو مهم في مصير حياته ومنها ما هو عادي، وتختلف أساليب الأفراد في اتخاذ القرارت فمنهم من ه و عقلاني ومنهم من هو متردد ويوجد من يفضل أن يتخذ الآخرون القرارات عنه.
خطوات اتخاذ القرار
تتضمن عملية اتخاذ القرار عدة خطوات، يمكن اتباعها جميعها أو بعضها وهذا يعود للموقف الذي يتواجد فيه الفرد، وهذه الخطوات تكون كالآتي:
- تحديد المشكلة: وهنا يجب أن يحدد الفرد ما هي المشكلة ويعرّفها، فمن المهم تحليل المشكلة وفهمها حتى يسهل اختيار الحل الأمثل، ويجب استخلاص أسباب المشكلة وتحديد المتغيرات.
- قائمة الخيارات: يتم وضع قائمة بجميع الخيارات والحلول المتاحة للفرد، وكافة الاجراءات البديلة.
- تقييم الخيارات: يتم تقييم الحلول من خلال ذكر كل السلبيات والإيجابيات قريبة المدى وبعيدة المدى لكل حل من الحلول للتوصل إلى الحل الذي فيه أقل سلبيات بعيدة المدى.
- اتخاذ القرار: وبهذا بعد فهم المشكلة وتحديد الخيارات وتقييمها يتم اختيار بديل واحد وتطبيقه.
- تقييم القرار المتخذ: في هذه المرحلة يتم تقييم أثر القرار الذي اتخذه الفرد، وتحديد ما إذا من اللازم إحداث أي تغيير أو تعديل أم أن القرار كان ملائمًا.
تعزيز مهارة اتخاذ القرار
على الرغم من أن خطوات اتخاذ القرار واضحة إلا أن الكثيرين يجدون صعوبة في تطبيق هذه الخطوات، وفي النقاط الآتية سيتم توضيح آليات لتعزيز مهارة اتخاذ القرار، وهذه الآليات كالآتي:
- مهارة جمع المعلومات: من المهم أن يتقن الفرد مهارة جمع المعلومات، فإن نقص المعلومات سيؤدي بالفرد لاتخاذ قرارات خاطئة، ويجب أن يأخذ الفرد وقته في هذه المرحلة وأن يبحث جيدًا في معلومات الموضوع، كاختيار جامعة للدراسة.
- التفكير للمدى البعيد: أغلب الناس عند التفكير باتخاذ القرار يفكرون بالنتائج قريبة المدى ولكن الأهم من هذه النتائج هي النتائج بعيدة المدى، فالقرارات التي سيتخذها الفرد في الحاضر ستؤثر كثيرا في مستقبله لذا يجب أن يفكر جيدًا في قراراته وأثرها البعيد على حياته ومستقبله.
- التركيز على الأولويات: يجب أن يضع الفرد قائمة واضحة بأولوياته وما هو الأهم وما هو الأقل أهمية فعندما يعي الفرد ما هي أولوياته سيسهل عليه اتخاذ القرار.
- خطة الطوارئ: يجب أن يكون لدى الفرد دلئما خطة للطوارئ في حال أن الأمور لم تسير كما خطط لها، ووضع مثل هذه الخطة سيخفف التوتر والضغط لدى الفرد.
- طلب المساعدة من الآخرين: إن الفرد لابد أن يكون مسؤولا عن قرارته ولكن لا بأس بأخخذ رأي الآخرين والاستفادة من خبراتهم، وأيضًا الإنسان يحتاج للدعم المعنوي عندما يقع في حيرة من أمره.