يطلق مصطلح "مادة مسرطنة" على كل عامل يسبب المرض السرطان في الإنسان، وتقسم هذه المواد إلى ثلاثة أقسام وهي؛ مواد كيميائية مسرطنة وتشمل المواد الكيميائية القادمة من مصادر عضوية، ومواد مسرطنة جسدية، وأخيرًا فيروسات سرطانية مسببة للأورام. وتسبب هذه المواد السرطان بسبب تفاعلها مع الحمض النووي الموجود في خلايا جسم الإنسان، وبالتالي تؤثر على وظيفة هذه الخلايا الطبيعية، وهو ما يسبب في النهاية في ظهور الورم السرطاني الذي يتمتع بخاصية الانتشار من مكان تولده إلى الأنسجة والأعضاء الأخرى في الجسم ويضعف وظائفها ويسبب فشلها وفي النهاية إلى وفاة الشخص المصاب. وتصيب هذه المواد الحمض النووي المسؤول عن تكاثر الخلايا وموتها، مما يؤدي إلى ظهور الورم، وهنالك مواد مسرطنة تحفز السرطان عن طريق آليات غير سامة للجينات مثل كبح المناعة وتحفيز الالتهاب في الأنسجة.
يمكن أن تتواجد المواد المسرطنة في الهواء أو في منتج شائع أو مكون في أحد الأطعمة والمشروبات المختلفة، وقد تلعب عوامل أخرى دورًا في الإصابة بالسرطان إلى جانب التعرض لهذه المواد، ويستخدم الأطباء طريقة التعرض المستمر لهذه المواد للتعرف عليها، وذلك بواسطة الحيوانات في المختبر، وفيما يلي بعض أكثر المواد المسرطنة شيوعًا:
-التبغ: يوجد في التبغ ما يقارب 70 مادة كيميائية مسرطنة، والتي يمكن أن يستنشقها الشخص المدخن أو أي شخص جالس بجانبه، وتؤدي هذه المادة إلى الإصابة بالسرطان وبغض النظر عن الكمية التي يدخنها الشخص أو التي يستنشقها الشخص القريب منه.
-غاز الرادون: يوجد هذا الغاز بكميات ضئيلة غير ضارة في الطبيعة، ولكن إن زادت كميته في الأماكن المغلقة واستنشق، فحينها قد يسبب انحلال أغشية الرئة الداخلية، ويعد هذا الغاز السبب الأول للإصابة بسرطان الرئة عند الأشخاص الغير مدخنين، ولا يمكن رؤية أو شم هذا الغاز، ولكن يمكن الكشف عنه بواسطة كشف خاص.
-الأسبست أو الحرير الصخري: تساعد الألياف القوية لهذه المادة على تقوية أجزاء عديدة كأسطح المنازل وأجزاء السيارات، وقد تتعرض هذه الالياف للتفكك مما يطلقها في الهواء، وهو ما يؤثر بشدة على الرئة، وتظهر الدراسات على كل من الحيوانات والإنسان بأن هذه المادة هي مادة مسرطنة ولذلك يجب التعامل معها بحذر وإزالتها بواسطة خبير.
-الأطعمة البنية المقرمشة: يؤدي رفع درجة حرارة بعض الخضروات مثل البطاطا إلى إطلاق مادة كيميائية مسرطنة تعرف باسم "أكريلاميد"، وذلك تبعًا لدراسات الحيوانات المخبرية التي أصيبت بالسرطان بعد شرب هذه المادة مع الماء، ويمكن التخلص من هذه المادة بواسطة الطبخ الجيد للأطعمة إلى حين تغير لونها إلى الداكن بدلًا من البني أو الذهبي.
-الفورمالديهايد: تستخدم هذه المادة كثيرًا في بناء المنازل الغربية، وتظهر الدراسات المخبرية على الحيوانات أن التواجد بالقرب من هذه المادة قد يسبب السرطان، وكذلك الأمر عند الأشخاص الذين يعانون من هذه المادة في وظائفهم، وإن كان أثاث المنزل يحتوي على هذه المادة فيجب حينها تهوية المنزل كما يجب والحفاظ على مستوى منخفض من الرطوبة.
-الأشعة فوق بنفسجية: تسبب هذه الأشعة الإصابة بسرطان الجلد، ولذلك لا ينصح بالتواجد كثيرًا تحت أشعة الشمس، ويزيد التلوث التغير المناخي من قوة هذه الأشعة ويمكنك أن تقي نفسك بواسطة ارتداء النظارات الشمسية والقبعات واستخدام المراهم الواقية.
-الكحول: يزيد شرب الكحول من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان والتي تشمل كل من؛ سرطان الثدي، وسرطان الرقبة والرأس، وسرطان الكبد، وسرطان القولون والمستقيم، وسرطان المريء.
-اللحوم المعالجة: تؤكد أكثر من 800 دراسة أن اللحوم المعالجة أو المعلبة تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون.
-عوادم السيارات: يعتقد بأن عادم السيارات يسبب الإصابة بسرطان الرئة.
-التلوث: قد يحتوي الهواء الملوث على غبار وأتربة ومواد معدنية ومذيبات مسببة للسرطان.