توجد عائلة الفيروسات كورونا منذ قديم الزمان، وهي جميعها تسبب أعراض تنفسية كأعراض الأنفلونزا وتؤثر على عملية التنفس كثيرًا، أما فيروس الكورونا المستجد أو الكوفيد 19 فهو فيروس حديث أكتشف مؤخرًا يمتاز بشدة العدوى وسرعة تفشيه، وعلى عكس الفيروسات الأخرى من نفس اللعائلة لا يكتفي هذا الفيروس بالتسبب بمشاكل تنفسية فقط بل يمكنه أيضًا أن يؤثر على أعضاء حيوية أخرى كالقلب.
يرجع العلماء سرعة أو سهولة انتشار فيروس كورونا إلى طريقة انتقاله بين الأشخاص، إذ يمكن أن ينتقل هذا الفيروس من خلال الرذاذ الخارج مع عملية التنفس والذي يمكن أن يلتصق بالأسطح المختلفة، ويدخل هذا الفيروس الجسم من خلال إما العين أو الأنف أو الفم، ثم يبدأ بالتكاثر داخل الجسم مباشرةً بعد دخوله إليه. ومن هنا يمكن القول بأن هذا الفيروس ينتقل بطريقتين الأولى من خلال الاختلاط بشخص حامل للعدوى، أو من خلال لمس الوجه بعد لمس سطح ملوث بالفيروس، وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن كل شخص مصاب سوف ينقل العدوى إلى 2 -3 من الأشخاص الأخرين على الأقل، وبعض الأطباء خرج ليقول بأن الفيروس ينتقل بسهولة تامة إلى درجة أنه يمكنك الإصابة به من خلال فقط التحدث مع شخص أخر.
تزداد العدوى في الأماكن التي يكون فيها الأشخاص بالقرب من بعضهم البعض لفترة طويلة من الوقت، خصيصًا الأماكن المغلقة التي تعاني من سوء التهوية، وفيما يلي بعض الأماكن أو الأوضاع المحددة التي يفضلها الفيروس للانتشار:
- الأماكن المزدحمة التي يكون فيها الأشخاص بالقرب من بعضهم البعض.
- الأماكن التي يفرض فيها التكلم بين الأشخاص من دون مسافات تباعد.
- الأماكن التي تعاني من سوء التهوية.
لا يعرف بعد من إن كان الطقس أو الحرارة تؤثر على انتشار فيروس كورونا، ويأخذ البعض هذا الأمر بسبب قلة انتشار بعض الفيروسات كفيروس نزلة البرد وفيروس الانفلونزا خلال أشهر الصيف وزيادة انتشارها خلال أشهر الشتاء، ولكن حتى هذا الأمر لا يعني بأنه لا يمكن أن تصاب بهذه الفيروسات خلال فصل الصيف، وعليه لا يمكن التأكد بعد من أن فيروس كورونا يخضع لهذه القاعدة أيضًا.
لا توجد أيضًا أي معلومات بعد تدل على قدرة البعوض على نقل أو نشر فيروس كورونا المستجد أو حتى أي فيروس أخر من عائلة فيروسات كورونا، وما تزال الطريقة الأكثر لنشر الفيروس هي من شخص مصاب لأخر غير مصاب.
يمكن الحد من انتشار فيروس كورونا من خلال عدة إجراءات شخصية واجتماعية، فيما يلي بعض هذه الإجراءات:
- ارتداء الكمامات في الأماكن العامة أو في الأماكن التي يصعب فيها التمتع بالتباعد الاجتماعي، أي البقاء على بعد 2 متر من الشخص الأخر، وتساعد الكمامة على منع نشر الأشخاص المصابين أو الحاملين للمرض من نقله للأخرين.
- ممارسة التباعد الاجتماعي وهو أن يتباعد الأشخاص عن بعضهم البعض بما لا يقل عن 2 متر.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصةً بعد الخروج من مكان مزدحم أو بعد العطاس أو السعال.
- تغطية الوجه عند التعرض للعطس أو السعال بواسطة قطعة قماش أو المحارم الورقية، ويجب بعدها التخلص من هذه الأغراض وغسل اليدين جيدًا، وإن لم تكن هذه الأغراض متاحة فيجب حينها العطس أو السعال في الأكمام.
- تنظيف وتعقيم كافة الأسطع الملوثة أو المشتبه بتلوثها يوميًا.