اختيار شريك الحياة

يقضي أغلب الناس أكثر سنين حياتهم وهم في عش الزوجية، ويعرّف الزواج بأنه تجربة حيايتية تضم طرفين يعيشان كشريكين فهو اتحاد بين رجل وامرأة في إطار قانوني ولكل واحد منهم واجبات وحقوق، تختلف باختلاف الثقافة والمجتمع، ولابد من أن يتأنى الفرد في اختيار شريك حياته لأنه الشخص الذي سيعيش معه على الأغلب باقي حياته.

أسس اختيار شريك الحياة

لابد من أن يعي الفرد أن اختيار شريك حياته لا يؤثر عليه فحسب بل على أطفاله في المستقبل، فإن الأطفال سيعيشون في ظل هذين الشريكين، لذا لابد من معرفة أسس اختيار شريك الحياة، ومنها الآتي:

  • النضج والقدرة على تحمل المسؤولية:  إن النضج من أهم الأمور التي يجب أن يصل إليها المقبل على الزواج وأيضًا يجب أن ينتبه لهذا الأمر عند الشريك الآخر وذلك يكون بأن يسأله عن أهدافه من الزواج وأهمية الزواج بالنسبة له، ويتأكد من وعيه ونضجه في العلاقات، كما أن تحمل المسؤولية من أهم الشروط التي يجب أن تكون موجودة بشريك الحياة لأن الزواج ليس فترة قصيرة بل أنه يمتد لمدى الحياة قد يشعر الفرد في هذه الحياة بالتعب لكن لابد أن يكون على قدر هذه المسؤولية والمتطلبات، كما إن من أهم أنواع النضج هو النضج العاطفي الذي يمكن بالاجتهاد به أن يحقق السعادة في الزواج.
  • تقارب القيم والأفكار: إن تقارب القيم عند الشريكين مهم جدًا في ضمان عيش حياة زوجية سعيدة، لأن تقارب القيم يضمن تقارب القارارات فكمثال لو كان الحصول على المال عند الزوج قيمة كبيرة ويضطر للسفر وعدم الاستقرار وعندة الزوجة الاستقرار له قيمة أكبر فهنا سيحصل الكثير من المشاكل بسبب اختلاف القيم، ولابد أن يضحي أحد الطرفين، ولكن لا يعني هذا الكلام بأن القيم يجب أن تكون متشابهة بنسبة 100% بل إن الاختلاف سنة الحياة ولكن على الأقل أن يكون التشابه في القيم الأساسية.
  • تقبل العيوب:  يجب على الباحث عن شريك الحياة أن يعي أنه لن يجد الإنسان الكامل لأن لا وجود له، فلكل فرد عيوبه وتظهر من خلال التعارف، وهناك بعض العيوب التي من الممكن التغاضي عنها وهذا يعود لكل شخص وما يمكنه تحمله من الطرف الآخر، فإذا كانت تلك العيوب متقلة ويمكنه تحملها يمكنه المشي بهذا الطريق ولكن إن كانت تلك العيوب تضر الطرف الآخر بشكل كبير ولا يمكن تحملها وتمس قيمه وكرامته لابد من إتخاذ قرار واعي بعدم الاستمرار.

أضرار اختيار شريك الحياة الخاطئ

إن اختيار الشريك الخاطئ يضر ليس فقط على الصعيد العائلي بل على الصعيد الصحي والنفسي، فإمضاء فترة زمنية طويلة مع الشريك غير المناسب يؤثر على الحياة بكل الطرق، فإن حياة هؤلاء الشركاء تكون مليئة بالمشاكل، ومن هذه التأثيرات الضار الآتي:

  • اضطرابات في النوم: النوم هو جزء من أجزاء الراحة والرفاهية، ولكن في حال اختيار الشريك الخاطئ فإن الفرد لا يفضل النوم بجانب هذا الشخص لذا يتأثر النوم كثيرًا.
  • الصحة النفسية: كثرة المشاكل وعدم استقرار الحياة الزوجية وعدم تلبية متطلبات الحياة الزوجية كل هذا يؤثر على الصحة النفسية للفرد ويجعله يعيش في حالة من القلق المستمر والاكتئاب والاحباط والشعور بالفشل في الحياة.
  • الصحة الجسدية: إن الصحة النفسية تؤثر كثيرًا على الصحة الجسدية، وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة النفسية تقل مناعتهم ضد الأمراض، وأيضًا المشاكل النفسية تؤدي إلى اللجوء إلى التدخين والذي يضر بالصحة الجسدية، كما أن هذه المشاكل تؤثر على النظام الغذائي للفرد الذي يؤدي إلى الشراهة الكبيرة أو انعدام الشهية حسب الفرد وهذا يضر بصحة الفرد.