إن بذور التفاح السوداء الصغيرة تحتوي على مادة تعرف بإسم الأميغدالين مرة المذاق، وتفرز هذه المادة حمض السيانيد السام والقاتل داخل الجهاز الهضمي لينتشر بعدها عبر الأوعية الدموية إلى جميع أنحاء الجسم، وقد يسبب حمض السانيد الوفاة عند استهلاكه بكثرة، فهل يمكن تناول بذور التفاح وكيف نتجنب أضرارها؟
حمض السيانيد في بذور التفاح: التفاح من الفواكه الصحية والتي تزود الجسم بالكثير من الفوائد والعناصر المغذية، ولكن بذور التفاح تحتوي على حمض السيانيد والذي يعتبر من أنواع المواد السامة بل والتي قد تتسبب في الوفاة عند تناول جرعات كبيرة منها. في الغالب لا يتم هضم بذور الفواكه في المعدة فهي مغلفة بطبقة لا يمكن لإنزيمات المعدة هضمها، ولكن قد يتم هضم بذور التفاح، وبسبب احتوائها على مادة الأميغدالين تقوم بإفراز حمض السيانيد داخل الجسم. عند تناول كمية قليلة من البذور يتخلص الجسم من هذه الإفرازات السامة، ولكن تناول الكميات الكبيرة يصبح من الصعب على الجسم التخلص منها لتشكل مصدراً للخطر.
يرافق تسمم الجسم بالسيانيد المتواجد في البذور مجموعة من الأعراض التي قد تظهر مباشرة بعد استهلاكه بجرعة كبيرة، وهذه الأعراض تختلف من شخص لآخر كما أنها قد تتضاعف ومن أهم هذه الأعراض ومضاعفاتها ما يلي:
بعض الدراسات تنصح بتجنب تناول بذور التفاح ولو حتى بكميات بسيطة، وذلك لأن الجرعات الصغيرة من السيانيد قد تضر بصحة القلب أو وظائف الدماغ وقد تسبب الموت أو الدخول في غيبوية، كما تنصح هذه الدراسات بتجنب بذور الفواكه الأخرى التي قد تحتوي على السيانيد، مثل: الكرز والمشمش والخوخ. وذلك لان عند الإصابة بالتسمم نتيجة تناول السيانيد قد تظهر الأعراض ومضاعفاتها مباشرة، خصوصاً أن بعض هذه الأعراض خطيرة مثل عدم القدرة على التنفس وفقدان الوعي.
دراسات أخرى تقول أن درجة السمة تختلف بين أنواع النباتات وتعتمد بشكل عام على صحة النبات، وبما أن معظم ثمار التفاح تحتوي على ما يقارب 5 حبات من الذور فإن الكمية السامة أو القاتلة تصل إلى 200 بذرة تفاح بنسبة من 1 مليغرام إلى 2 مليغرام من حمض السيانيد.
يمتلك زيت بذور التفاح فوائد عدة، فهو يستخدم لعلاج الإلتهابات الجلدية و ومغذي للشعر بالإضافة إلى أنه مقاوم للبكتيريا والفطريات بسببب ما يحتويه من مواد مضادة للأكسدة وقد يساعد على الوقاية من السرطانات. أما بالنسبة لسمية زيت بذور التفاح فهو آمن لأنه فعلياً لا يتم استخراجه من بذور التفاح بل يتم استخلاصه من لب ثمرة التفاح وقد يحتوي على نسبة بسيطة من مادة الأميغدالين التي توجد في البذور ولكنها نسبة آمنة.
بذور التفاح تحتوي فعلياً على مواد إذا ما تم هضمها داخل الجسم تصبح سامة، ولكن الكمية الصغيرة منها لا تؤثر، وفي نفس الوقت يفضل عدم تناول البذور لتجنب أية أضرار، بالإضافة إلى أن البذور لا تحتوي على عناصر مفيدة وفعالة تستدعي تناولها باستثناء أنها تحتوي على القليل من مركب الأورسوليك وهذا المركب قد يكافح نمو الجراثيم والبكتيريا وبالتالي قد يحسن من صحة الجهاز الهضمي إلا أنه هذا التأثير ضئيل جداً كما أن لب التفاح نفسه يمتلك هذه الخاصية، وبما أن بذور التفاح لا تمتلك فوائد فريدة وقد تسبب الضرر فيكون من الأفضل تجنبها من باب الوقاية.