تختلف طريقة التنفس عند الشعور بالراحة أو عند الاستيقاظ من النوم، وبسبب هذه الملاحظة أسست عدة أشكال من التمارين التي تساعد على شعور الجسم بما يفعله عند الشعور بالراحة، ويعد التنفس بعمق أحد أفضل الطرق للتخلص من التوتر والضغط النفسي، إذ يرسل هذا الأمر إشارات إلى الدماغ تحفزه على الراحة والهدوء، ثم يرسل بعدها الدماغ نفس الإشارة إلى باقي أعضاء الجسم، كما ان جميع الأعراض المرافقة للضغط النفس والتوتر مثل ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، تقل بمجرد البدء بالتنفس العميق الذي يعد أساس تمارين التنفس. وتعد تمارين التنفس تمارين سهلة التعلم، ولا تحتاج على معدات خاصة ويمكن ممارستها في أي مكان.
تشمل هذه التمارين التنفس بعمق، وذلك يزيد من كمية الأوكسجين الداخل إلى الجسم، ويمتع هذا الأمر الجسم بالعديد من الفوائد الصحية كما يلي:
- التقليل من الضغط النفسي وزيادة الراحة: يقل معدل ضربات القلب مع التنفس بعمق بسبب دخول المزيد من الاوكسجين، مما يرسل إشارات للدماغ لكي يهدئ، كما أن التنفس بعمق يزيد من إفراز هرمون السعادة الذي يعرف باسم "هرمون الإندورفين".
- التقليل من الألم: يعود هذا الأمر أيضًا إلى زيادة إفراز هرمون الإندورفين، الذي يساعد على التخفيف من الألم.
- تحفيز الجهاز اللمفاوي: يطلق التنفس بعمق المزيد من أول أوكسيد الكربون خارج الجسم، مما يريح الجسم من العمل أكثر للتخلص من السموم، وهذا الأمر يريح الجهاز اللمفاوي.
- تحسين جهاز المناعة: تسحن زيادة محتوى الأوكسجين في الجسم من عملية امتصاص المواد الغذائية والفيتامينات في الجسم، مما ينظف الدم ويمنع الأمراض من الانتشار في الجسم.
- زيادة طاقة الجسم: تؤدي زيادة الأوكسجين في الجسم أيضًا إلى زيادة الطاقة فيه.
- فوائد أخرى: تشمل الفوائد الأخرى لتمارين التنفس كل من؛ تخفيض ضغط الدم المرتفع، وتحسين عملية الهضم، وتحسين وضعية الجسم.
يوجد العديد من أمثلة تمارين التنفس التي يمكن الاختيار منها، والتي قد يجدها البعض مرحة بعض الشيء، وفيما يلي بعض هذه التمارين:
- التنفس عن طريق الشفتين المزمومين: يمارس هذا التمرين من خلال إراحة الرقبة والكتفين، ثم الشهيق عن طريق الأنف وإغلاق الفم مع العد للرقم 2، ثم زم الشفتين كما لو أنك على وشك الصفير، والزفير من خلال الشفتين المزمومين مع العد للرقم 4.
- التنفس البطني: يمارس هذا التمرين بالاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة تحت الرأس والركبة لرقعها قليلًا عن الأرض، ووضع يد واحدة على الصدر واليد الثانية على البطن، والبدء بعدها بالتنفس بعمق من خلال الأنف وشعور البطن يمتلئ بالهواء من خلال اليد، والزفير بعدها من خلال الشفة المزمومة.
- تنفس الأسد: وهو في الحقيقة أحد تمارين اليوغا، ويمارس من خلال الجلوس بوضعية مريحة ويفضل الجلوس متربعًا، والضغط براحة اليدين على الركبتين، ثم الشهيق من خلال الانف مع فتح العينين قدر المستطاع، وفتح الفم بالتزامن مع ذلك ومحاولة لمس الذقن باللسان، ثم الزفير من خلال الفم مع النظر للأعلى.
- تنفس النحل: يمارس هذا التمرين بالجلوس بوضعية مريحة وإغلاف العينين وإراحة الوجه، ووضع السبابة على غضروف الأذن، ثم التنفس بعمق مع الضغط على غضروف الأذن عند الزفير، مع الحرض على إغلاق الفم خلال ذلك وإصدار صوت أزيز النحل.
يعد التنفس بعمق وهو الركيزة الأساسية لتمارين التنفس، أمرًا ذو أضرار جانبية عند ممارسته لوقت طويل، وفيما يلي بعض الأثار الجانبية للتنفس بعمق أو لتمارين التنفس:
- تقليل معدل ضربات القلب، وهو أمر غير محبذ عند البعض.
- تراكم ثاني أوكسيد الكربون في الدم.
- تراكم غاز النيتروجين في الدم، وهو أمر خطير يؤدي إلى الشعور بالخمول.
- فقدان الوعي.
- تراكم السوائل في الرئة.
- قلة تدفق الأوكسجين إلى القلب مما يؤدي إلى توقف عضلة القلب.
- تضرر الدماغ.
- نزيف الرئة.
ولا تظهر هذه الأعراض أو المشاكل الصحية سوى عند انقطاع التنفس المستمر ولفترات طويلة، أما ممارسة تمارين التنفس مرتين يوميًا لمدة لا تزيد عن عشرة دقائق لا تؤدي إلى مثل هذه الأمور.