حمية بوديوج أو بودويغ Budwig Diet من الحميات المثيرة للجدل وهناك الكثير من الآراء التي تدعهما وتؤكد على صحة مفعولها، وفي نفس الوقت هناك الكثير ممن لا يتفق معها ومع فعاليتها في علاج مرض السرطان بالذات،إلا أنه حتى الآن لا يوجد إلا عدد قليل من الأبحاث العلمية التي تدعمها. في هذا المقال سنتعرف إلى حقيقة هذه الحمية وما هي فوائدها بالإضافة إلى آثارها الجانبية وقدرتها على علاج السرطان
تعد حمية بوديوج أحد العلاجات التكميلية أو البديلة لمرض السرطان، تشمل هذه الحمية مجموعة من التوصيات والتعديلات الغذائية بهدف الحد قدر الإمكان من انتشار الخلايا السرطانية أو حتى تبطيئ انتشارها داخل جسم الإنسان.
تم ابتكار وتطوير هذه الحمية منذ خمسينيات القرن الماضي، وتم تسمية حمية بودويغ نسبة إلى الدكتورة والباحثة الألمانية جوانا بودويغ مبتكرة هذه الحمية. كانت تهدف بودويغ من خلال هذه الحمية إلى التقليل من تفشي الخلايا السرطانية. من أساسيات هذه الحمية تناول أكثر من حصة من مجموعة الأجبان يومياً ويسمح بتناول الفواكه والخضار، ويجب استهلاك زيت الكتان ببشكل يوم، ولكن لا يسمح بتناول أي لحوم مصنعة أو طعام مصنع أو سكريات مضافة أو حبوب مكررة.
إن هذا النظام في الأساس كان مخصص للوقاية من مرض السرطان، ولكن تبين لاحقاً أنه يقوي الجهاز المناعي ويحسن من حالات التهاب المفاصل ومفيد لصحة القلب والأوعية الدموية، وبالتالي إنه يحسن من صحة الجسم بشكل عام.
عند تناول كميات كبيرة من الدهون الصحية أي الدهون المتعددة غير المشبعة كالتي توجد في زيت الكتان والأجبان يمكن أن يساعد على تقليل انتشار ونمو الخلايا السرطانية. لهذا يتناول متبعي هذه الحمية خليط بودويغ، ويتم تحضير هذا الخليط بمزج زيت الكتان مع العسل مع نوع من أنواع الجبن بنسبة محددة وهي حصتين من زيت الكتان مع حصة من الجبن مثل جبن القريش وبإضافة القليل من العسل أي ما يعادل 60 ملليلتر من زيت بذور الكتان و 113 غرام من جبن القريش. هذا الخليط يجب أن يكون طازجاً وأن يتم تناوله مباشرة بعد تحضيره أو خلال 20 دقيقة من تحضيره، وأيضا يجب تناوله يومياً.
كما يجب تناول الفواكه والخضار كمصدر للألياف وتجنب أي سكريات وطعام مصنع، بالإضافة إلى أنه يجب الخروج والتعرض للشمس واستنشاق الهواء النقي أو ممارسة رياضة خفيفة كل يوم ولمدة على الأقل 20 دقيقة وذلك لزيادة مستوى فيتامين د وتقوية جهاز المناعة.
نظراً لان الحمية تتضمن الخضراوات والفواكه فهذا يعني أنها تزود الجسم بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن، وهناك العديد من الأبحاث والدراسات العلمية التي تثبت تقليل خطورة الإصابة بأنواع محددة من السرطان عند زيادة تناول الفواكه والخضار.
كما أن احدى الدراسات الصغيرة وضحت أن زيت بذور الكتان قد يفيد في محاربة السرطان. وزيت بذور االكتان أيضاً يعد مصدراً لأحماض أوميغا 3 المهمة للمحافظة على صحة القلب وضبط ضغط الدم والتقليل من الإلتهابات.
ولأن الحمية لا تسمح بتناول الحبوب المكررة والأطعمة واللحوم المصنعة والسكريات والذي من شأنه أن يقلل من احتمالية بالسكري وأمراض القلب والسرطان.
تكمن مشكلة هذه الحمية في عدم وجود تجارب لمعرفة وتقييم مدى فعاليتها، فهي مبنية على افتراضات ومن الصعب دراسة وتحديد تأثير هذه الحمية على السرطان بصورة شاملة. ويمكن القول بأن هذه الحمية قد تسبب نقص في بعض العناصر لأنها لا تسمح بتناول أطعمة معينة، كما أنها ممكن أن تسبب في خسارة الوزن وضعف في العضلات لمرضى السرطان.