تشير الكثير من الأخبار والمعلومات المتداولة إلى ضرورة استخدام الملح المعالج باليود بدلاً من الملح العادي ولكن هل فعلاً الملح المعالج باليود مفيد للصحة وهل يجب إدخاله إلى أنظمتنا الغذائية
اليود من العناصر الغذائية الضرورية للغدة الدرقية، حيث يدخل في عملية إفراز هرمونات الغدة والتي تؤثر على عمليات الأيض في الجسم كما أنها تعمل على ترميم الخلايا والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية. لليود أيضاً دور مهم في تنظيم ضغط الدم المرتفع وقد يساعد في علاج بعض الحالات المرضية لأنه يقوي ويعزز صحة الجهاز المناعي. يمكن أن نجد اليود في الكثير من الأطعمة بكميات ضئيلة لا تكاد تذكر، ولكن تعتبر كل من الأسماك والمأكولات البحرية بجميع أنواعها من أهم المصادر الغذائية لليود، بالإضافة إلى أن اللبن والحليب ومنتجاته والبيض والحبوب أيضاً تحتوي على كمية كبيرة من عنصر اليود.
يعاني الكثير من الأشخاص حول العالم من مشكلة نقص اليود وخاصةً في مناطق آسيا وافريقيا، كما أن هناك الكثير من الفئات أو الحالات الخاصة التي قد تكون معرضة لنقص اليود أكثر من غيرها مثل المرأة الحامل والمرضع، وذلك لأن المرأة في فترتي الحمل والرضاعة بحاجة إلى كمية أكبر من اليود. وهذا بالإضافة إلى أن الأشخاص النباتيين أيضاً معرضين للإصابة بنقص اليود، وتبعاً لإحدى الدراسات كانت نسبة الأشخاص النباتيين الذين يعانون من نقص اليود حوالي 80%.
قامت منظمات الصحة العالمية بإضافة عنصر اليود إلى ملح الطعام وذلك للتقليل من انتشار مشكلة نقص اليود، حيث أن الملح المدعم باليود قد يساهم في الوقاية من تضخم الغدة الدرقية، وتستخدم الغدة اليود لإفراز الهرمونات، وفي حالة عدم وجود كمية كافية من اليود داخل الجسم تبدأ خلايا الغدة بالنمو بشكل سريع وغير منظم والذي يؤدي إلى مشكلة تضخم الغدة. ويرافق مشكلة تضخم الغدة بسبب نقص اليود مجموعة من الأعراض الجانبية والتي تتمثل في تساقط للشعر وازدياد في وزن الجسم و جفاف في البشرة بالإضافة إلى الشعور الدائم بالإرهاق والخمول.
عنصر اليود مهم أيضاً للمحافظة على صحة الدماغ، وهو ضروري للأطفال في مراحل النمو المبكرة. اليود أيضاً يقي من تعرض المرأة الحامل إلى الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما أنه يحافظ على حياة الجنين ويقلل من احتمالية وفاة الأجنة بشكل عام.
إن تناول ملح اليود آمن للإستخدام عند استهلاكه بكميات معقولة، ولا يجب أن تتجاوز كمية اليود المستهلكة في اليوم الواحد عن 6 ملاعق صغيرة من الملح المدعم باليود، في حين أن كمية الملح المتناولة في اليوم لا يجب أن تتجاوز خمسة غرامات، أي أن متوسط الحد الآمن من الملح المعالج باليود هو أربعة ملاعق طعام صغيرة أو ما يعدل عشرين غرام. وفي الحقيقة يمكن تغطية الاحتياجات اليومية من اليود دون اللجوء إلى الملح واستخدام خيارات بديلة أكثر صحة، ومن أهم المصادر الغذائية لليود: الحليب ومشتقاته، حيث يغطي كوب واحد من الحليب 37% من الإحتياجات اليومية من اليود، كما يغطي كوب واحد من اللبن الزبادي 50% من الاحتياجات اليومية منه.
يُنصح باستخدام ملح اليود فقط لبعض الحالات المعرضة للإصابة بنقص في عنصر اليود والتي تم توضيحها سابقاً، أو يمكن اللجوء إليه عند عدم القدرة على تلبية الاحتياجات اليومية من اليود من مصادره الغذائية الطبيعية، ولكن في جميع الأحوال عند اتباع نظام غذائي صحي يشمل على جميع أنواع الأطعمة ويغطي المجموعات الغذائية بأكملها فليست هناك الحاجة إلى القلق حول كمية اليود المتناولة لأن النظام الغذائي المتوازن يغطي احتياجات الجسم من جميع العناصر والمعادن الغذائية الضرورية.