حبوب البن الخضراء هي ببساطة حبوب قهوة عادية لم يتم تحميصها ولا تزال نيئة تمامًا، مستخلصها شائع كمكمل غذائي، ولكن يمكن أيضًا شراء القهوة الخضراء في شكل حبوب كاملة واستخدامها في صنع مشروب ساخن، مثل القهوة المحمصة، ضع في اعتبارك أن كوبًا من هذا المشروب الأخضر الفاتح لن يكون مذاقًا مثل القهوة المحمصة التي اعتدت عليها، حيث أن لها نكهة أخف، يقال أن طعمه يشبه شاي الأعشاب أكثر من طعمه القهوة، بالإضافة إلى أن خصائصها الكيميائية مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في البن المحمص، على الرغم من أن أصولها متشابهة، تتميز بإمدادات وفيرة من أحماض الكلوروجينيك - وهي مركبات ذات تأثيرات قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات والتي قد توفر العديد من الفوائد الصحية، تحتوي منتجات القهوة المحمصة أيضًا على كميات صغيرة من حمض الكلوروجينيك، ولكن يتم فقد معظمها أثناء عملية التحميص.
تحتوي القهوة الخضراء على حمض الكلوروجينيك، وهو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تميل إلى التفتت عند تحميص حبوب البن، تشير بعض الأبحاث إلى أن الاحتفاظ بحمض الكلوروجينيك في القهوة الخضراء مسؤول إلى حد كبير عن الفوائد الصحية، على الرغم من محدودية البحث، إلا أن هناك أدلة على أن القهوة الخضراء يمكن أن تحفز عملية التمثيل الغذائي (تحويل السعرات الحرارية والأكسجين إلى طاقة)، والتمثيل الغذائي لا يعني الهضم فقط؛ بل إنه يحدد مدى جودة عمل جميع الخلايا في الجسم، بما في ذلك خلايا القلب والرئة والكلى والكبد والدماغ، فيما يلي بعض ما يقوله البحث الحالي حول فوائد القهوة الخضراء:
• فقدان الوزن، قد تكون القهوة الخضراء مفيدة لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن، وفقًا لمراجعة الدراسات المنشورة في بحث وممارسة أمراض الجهاز الهضمي، من بين التجارب السريرية الثلاثة المشمولة في المراجعة، أظهر كل منها أن مستخلص البن الأخضر كان أكثر فعالية بشكل ملحوظ في خفض وزن الجسم.
• تنظيم مستوى السكر في الدم، إذ إن حمض الكلوروجينيك هو أحد أكثر البوليفينول وفرة في الأطعمة التي نتناولها، البوليفينول عبارة عن مواد كيميائية نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة، و يُعتقد أنها تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم (الجلوكوز).
• تنظيم ضغط الدم المرتفع، هناك أدلة على أن القهوة الخضراء يمكن أن تخفض ضغط الدم، وفقًا لدراسة أجريت عام 2006 من اليابان، فإن مستخلص القهوة الخضراء الموصوف بجرعة 140 مجم يوميًا لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى خفض ضغط الدم الانقباضي بمقدار 5 ملم زئبقي وضغط الدم الانبساطي بمقدار 3 ملم زئبقي في البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم المعتدل، هذا لا يعني أن القهوة الخضراء ستفيد كل شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم، إذ يوجد أشخاص يعانون من حساسية الكافيين والذين قد تسبب القهوة الخضراء نفس أعراض القهوة العادية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم.
• التخفيف من أعراض مرض الزهايمر، بقدر ما قد يبدو الأمر بعيد المنال، إلا أنه يمكن للقهوة الخضراء أن تمنع أو تقلل بعض الأعراض المعرفية والنفسية العصبية لمرض الزهايمر.
• الوقاية من مرض سرطان القولون المستقيمي، أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات منذ فترة طويلة كيف يمكن أن تساعد مادة البوليفينول الموجودة في القهوة في الحماية من تكوين أورام القولون، وقد اقترح أن القهوة الخضراء التي تتكون من 14 بالمائة من حمض الكلوروجينيك، قد تعزز هذا التأثير،ومن جهة أخرى، تحتوي القهوة على مركبات قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، إما عن طريق تعزيز تحور الخلايا أو التسبب في انهيار الحمض النووي الخلوي، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المركبات المسببة للسرطان قد تم إنشاؤها أثناء تحميص الحبوب، في النهاية، لا يبدو أن هذه القوى المتعارضة تعزز أو تمنع تطور سرطان القولون والمستقيم، إلى أن تظهر الأبحاث غير ذلك، سيكون من الآمن افتراض نفس الشيء مع القهوة الخضراء.